Ads 468x60px

الخميس، 23 فبراير 2012

تنمية فى الأوقات الصعبة

تنمية فى الأوقات الصعبة

التنمية يجب أن تستمر معنا طوال الوقت، حتى فى الأوقات الصعبة.أعلم أن هذا قد يبدو أمرا مستحيلا، و لكننا فى تربية تنمية لا نعرف المستحيل.

من أصعب الأوقات فى كل منزل هو وقت انقطاع التيار الكهربى ، خاصة فى ظل وجود أطفال صغار، حيث تصبح مهمة طمأنة الأطفال و محاولة تسليتهم و الهائهم عن حالة الظلام الدامس - خاصة اذا صاحبها ارتفع درجة الحرارة فى فصل الصيف – من أكثر المهام صعوبة . لكننا هنا سنكتشف معا امكانية التنمية و الاستمتاع بهذه اللحظات الصعبة .

حضن التنمية
خطوتنا الأولى للتنمية فى الظلام هى: احتضان الأطفال الصغار
 و هى أهم خطوة فى سبيل ليس فقط طمئنتهم ، 
بل نموهم العقلى و الوجدانى .





الخطوة الثانية بالطبع : اتاحة مصدر اضاءة ، لكننا هنا سنحتاج إلى مصدر خافت حتى تكتمل التنمية و تتضاعف المتعة. سيكون من الأفضل أن نستخدم الشمعة مع الحرص الشديد على وضعها فى مكان آمن بعيدا عن متناول الأطفال.
و الآن لنبدأ التنمية و المتعة :
ستبدأ المتعة هنا بلفت نظر الأطفال إلى الخيال الموجود على الحوائط . و كيف أن هذا الخيال كبير جدا مقارنة بحجم الموجودين . و ليحاول المربى أو الأم الاختباء خلف الطفل أو فى أى زاوية أخرى تجعل من خياله أصغر حجما من خيال الطفل على الحائط .غاليا ما يكون انطباع الأطفال الصغار هنا هو الانبهار الشديد و محاولة التجربة ؛ بمعنى أنهم سيحاولون تغيير الوضع و التأكد من حقيقة ما يرون ، و هنا يمكن للمربى أن يتحرك حركات مقصودة من مكان لآخر فى الحجرة ، و نتبادل الأماكن و نرى كيف يتغير الحجم فى كل مرة .(متعة )
candleاذا كان هناك من بين الأطفال من هم أكبر سنا (3سنوات فأكثر) يمكن للمربى أن يفتح حوارا حول حقيقة ما يحدث : هل يكبر حجمنا فعلا فى الظلام ؟ هل سنظل على هذا الحجم عندما تعود الكهرباء ؟ كيف يمكننا أن نحتفظ بها الحجم ؟ و كيف نختار الحجم المناسب من كل المقاسات التى ظهرت لنا ؟
من المهم هنا أن نوضح للأطفال السبب مهما صغر سنهم : السبب ببساطة لا يعود إلى الظلام وحده بل يعود إلى الضوء و الظلام مجتمعين، و لنجرب تغيير مكان الشمعة. و نعطيهم أمثلة أخرى يظهر فيها هذا الخيال ، مثل وقت العصر و سنسميه هذه المرة الظل – و على المربى أو الأم الحرص على لفت انتباه الأطفال إلى ظلهم كلما كان ذلك متاحا (24 ساعة تنمية)
اذا كان الأطفال أكبر سنا و مرت عليهم معلومات عن الضوء و كيفية مروره عبر الأشياء و كيفية تكون الظل ، ستكون هذه فرصة جيدة لكل منهم أن يعرض ما لديه من معلومات و تفسيرات وراء ما يحدث. و هذه ستكون حصة للمراجعة النهائية للعلوم هدية من تنمية و تربية.
shadowو قبل أن ننتهى من ألعاب الخيال و الظل سنلعب لعبة أخرى : على المربى أن يحرك أصابعه مكونا أى شكل من الأشكال على الحائط ، ثم يسأل الأطفال : ماذا يرى كل منكم ؟ و يجب هنا أن نؤكد على أهمية صيغة السؤال ؛ فلو سألهم المربى : ما هذا ؟ لتخيل كل طفل أن هناك اجابة واحدة صحيحة ، و سيكتفى بأول اجابة يتم طرحها و يعتقد أنه هو الذى لم ير الصورة بشكل صحيح . بينما صيغة ماذا ترى؟ -مع التأكيد على سماع جميع الأطفال ، و الانبهار بكل تعليق- يعطى الأطفال الحرية فى التعبير عما يرونه ، فكل منهم فى النهاية يقول ما يراه حقيقة دون وجود للصواب و الخطأ . و يمكننا تكرار هذه اللعبة أكثر من مرة ثم ننتقل إلى متعة جديدة .
المتعة الجديدة هنا ستكون جلسة تبادل المشاعر حول ما حدث ، منذ لحظة اختفاء الضوء ، مرورا بالألعاب و أخيرا بذكر مشاعر كل من الموجودين تجاه الظلام و النور . بعد ذلك نسأل سؤالا هاما : ماذا لو كانت الحياة مظلمة طوال الوقت ؟ ، و ماذا لو كانت منيرة طوال الوقت ؟ و هنا علينا أن ننصت و ننبهر بمشاعر و آراء الأطفال ، و سيدرك الأطفال أنفسهم دون شرح و محاضرات مملة فوائد النور و الظلام ، و أهمية كلا منهما فى حياة الانسان .
و هنا يجب أن نشكر الله سبحانه و تعالى على نعمة النور
و بعودة التيار الكهربى نكون قد حققنا خطوات هامة فى :
  1. تعبير الأطفال عن مشاعرهم .
  2. تعبير ال”فال عن آرائهم بحرية دون أى قيود .
  3. ادراك نعمة من نعم الله علينا.
little candleملحوظة : فى حالة عدم عودة الكهرباء حتى الآن يمكن للمربى و الأطفال تأمل الحجم الذى وصلت إليه الشمعة .
و كيف أنها انتهت إلى هذا الحجم بعد أن أنارت لنا …………….و هذا باب لحوار طويل سيمتد معكم حتى عودة الكهرباء بسلامة الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق