Ads 468x60px

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

ذوي الاحتياجات الخاصة.............عطاء من الله جميل


  ذوي الاحتياجات الخاصة: عندما تأملت هذا اللقب، وجدت أن جميعنا ذوي احتياجات خاصة، فمنا من يحتاج إلى الهدوء ليشعر بالأمان، ومنا من لا يشعر بالأمان إلا في وجود الآخرين من حوله. منا من يحتاج للجلوس وحيدا أو للاستماع إلى الموسيقى. ومنا من يحتاج الشعور بالاهتمام، لو بحثنا في أنفسنا جيدا لأدركنا أننا جميعا ذوي احتياجات خاصة.


إذا سلمنا بذلك فماذا نسمي هؤلاء الأطفال؟، فهم مختلفون عنا، هل نعود إلى التمسية القديمة "متخلفون"؟. لنفند الأمر سويا. كلمة متخلفون تعني أنهم تخلفوا عن شىء ما، عن ماذا تخلفوا؟، هل تخلفوا عن مراحل النمو الجسماني لأقرانهم؟ ربما، لكن منهم من ينمو جسديا بشكل طبيعي جدا.
هل تخلفوا عن التطور العقلي لأقرانهم؟. قد تكون الابجابة بنعم، ولكن قبل أن نجيب بنعم، يجب أن نسأل أولا: هل هذه المراحل أو المعايير التي تخلفوا عنها معايير ثابتة عبر الزمن لم تتغير، و لن تتغير؟ وإذا لم تكن ثابتة، كيف نحكم أنهم قد تخلفوا عن شى غير ثابت؟

وإذا افترضنا أن هذا الشيء الذي نقارنهم به ثابت فعلا وصحيح، هل هذا يعني أنهم متخلفون؟، أم أنهم فقط مختلفون؟ مختلفون في طريقة فهمهم للأمور، مختلفون في أن مشاعرهم تظل تحتفظ بنقاء الطفولة لفترات لم نعتدها، مختلفون لأن عقولهم لا تستطيع استيعاب آثام وخبث الناضجين البالغين، مختلفون لأنهم لا يستطيعون فهم الكذب والخيانة.

هم مختلفون حتى فيما يرونه حولهم، يرونه من زاوية مختلفة ويشعرون تجاهه بمشاعر لم نألفها. مختلفوت في طريقة نطقهم للكلمات، مختلفون في طريقة سيرهم، مختلفون، مختلفون، مختلفون.

   لكن متى كان الاختلاف سببًا في التخلف؟ ومتى كان الاختلاف تهمة، أو وصمة يحملها صاحبها وأسرته حتى النهاية؟ متى كان الاختلاف عيبًا، وهو سنة الله في خلقه؟

    ألم يكن الله عز وجل بقادر على أن يخلقنا متماثلين تماما ، أكيد الاجابة نعم ، و لكنه خلقنا مختلفين ليكمل بعضنا الآخر . ليذكر أحدنا الآخر بما ميزه الله به عن الآخرين ، لنحمد الله على ما ميزنا به، و ليكمل كل منا الآخر .

لماذا اذن قبلنا كل الاختلافات ماعدا اختلافهم، لماذا اعتبرنا اختلافنا تميزًا واختلافهم تخلف؟

من يرى في اختلافهم تخلفًا هو الذي تخلف و تأخر عن فهم حقيقة وحكمة الاختلاف.

ماذا نسميهم إذن؟؟؟؟؟؟؟؟

ذوي المواهب الخاصة

نعم ذوي المواهب الخاصة، قد يبدو الاسم غريبًا، فالانطباع السائد عند الجميع أن هؤلاء الأطفال يشكلون عبئا جسمانيًا و ماديًا و ............

     ما لا يعلمه الكثيرون أن هؤلاء الأطفال رغم كل ما يحتاجونه من جهد وإنفاق، إلا أنهم يمثلون معينًا لا ينضب من الطاقة الإيجابية، عين جارية من الحب غير المشروط. بحرًا كبيرًا من البراءة والعطاء بلا شطآن . طاقة حب يستشعرها كل من يتواجد حولهم في المكان. يكفيهم فخرًا أن مجرد النظر إليهم، وتأمل جهودهم الدئوبة المضنية في الحاولة المستمرة للقيام بما نقوم به جميعًا بشكل تلقائي كل يوم يذكرك بنعم الله عليك.

إضافة تسمية توضيحية
    عندما تنظر إلى جهد أحدهم وهو يحاول الكتابة، تستشعر عظمة نعمة الله عليك وأنت تكتب دون وعي تقريبًا. عندما تتأمل ردود فعلهم التلقائية وبسماتهم الصادقة، تتذكر أيام طفولتك وبراءتك التي تركتك وولت بلا رجعة. عندما ترى تميز أحدهم فى الرياضة، برغم اختلافه الجسمانى و الفكري تشعر بتقصيرك و اهمالك في حق جسدك الذي أنعم الله به عليك، وتزداد يقينا في أن الله لا يضيع أجر من اجتهد وتعب، وأنه سيرى ثمرة جهده في الدنيا و الآخرة.

    عندما ترى إبداع أحدهم في الرسم أو الموسيقى أو غيرها، تتذكر أن كلا منا بداخله طاقات ومواهب جبارة لكنها تحتاج لجهد صادق متواصل حتى تثمر وتزدهر، وقد قام ذوي المواهب الخاصة ببذل الجهد، فأثمر جهدهم وأسعدوا من حولهم.

تنمية خاصة جدا
        لذلك أرى أن هؤلاء الأنقياء يستحقون عن جدارة لقب ذوي المواهب و القدرات الخاصة، هدية الرحمن، عطاء من الله جمييييييل.
عطاء من الله جميل


6 التعليقات:

  1. جميل يا آيات مدهش ربنا يبارك فيك وفي جهودك في هذا الطريق لك دعواتي ومساندتي وسأرسل قريبا للنشر إن شاء الله تعالى مقالا مختصرا عن احتضان الحضارة الاسلامية لنوابغ المعوقين تحياتي يا ابنتي الموهوبة اللهلوبة خالو معتز

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا على رأيك ، أنا مش بس سعيدة ، أنا فخورة بيه جدا . حضرتك كنت و ستظل أستاذى العزيز

    ردحذف
  3. اتفرجت علي فيلم 'my Name is Khan'
    شوفت قد ايه هو انسان وصادق وفعلا بطاقة الحب اللي فيه شوفي ازاي غير فاللي حواليه مع انه في نظر كتير مننا ' معاق'
    المهم اللي كان احلي كمان من الفيلم اللي ممكن كتير يقول انه مش واقعي هو مقالة كانت واحده كتباها بتقول فيها رأيها عن الفيلم
    وهي نفسها أم لطفل من ذوي "المواهب الخاصه" زي ما بتقولي يا ايات
    كانت بتقول ازاي هو صادق قوي وازاي مبيقدرش يفهم كذب البشر الطبيعين
    يعني لو حب حد يقول بحبه ولو زعلان من حد يقوله زعلان منك
    مفيش الاقنعه اللي كلنا بنستخدمها
    لو فعلا نعرف نتعلم منهم الحب كان حاجات كتيييير قوي اتغيرت في حياتنا
    استمري عشان انا بحب اتلعم من مقالاتك فعلا وربنا يعينا علي تربية اولادنا وتصليح عيوبنا بيهم يارب

    ردحذف
  4. لقد تأثرت جدا بالخطاب الموضوع، فعلا بعض الأطباء ينسون أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم هبة من الله لنا، ابنتي عندما كانت صغيرة قالت لي عن أخاها "انه يخرج أفضل ما في من حوله" ... مها هلالي (أم مصطفى)

    ردحذف
  5. MAHA Helali28

    سعيدة برأيك يا مدام مها ، و الخطاب ده هو صفجة من مذكرات والدى رحمه الله بعدما رزقهم الله بحماده الحبيب.

    أنا رأيى اللى بيقول الكلام ده بيكون دكتور دارس علوم و تشريح و ...........، لكن مش ممكن يكون طبيب . الطبيب المفروض يحس بالناس و يطببهم .

    ردحذف
  6. tasnim said28

    أنا بحس انهم فعلا أنقياء ، حتى الناس البسيطة بيطلقوا عليهم تعبير جميل : ناس بتوع ربنا .

    ربنا يعيينا جميعا نغير من نفسنا للأفضل علشان نغير أمتنا

    ردحذف